الفصل الأول
من المتعب فعلًا أن تعيش حياتك مثلي، فأنا وعلى عكس ما تظنه فإن حياتي صعبةٌ جدًا، تخيل فحسب لو أن لديك عقلًا يفكّر في كل شيء، كل شيءٍ بلا مبالغة؟ أحيانًا أصاب بالصداع بسبب تفكيري المتواصل في الأشياء المعقدة، كالوقت، والروح، والمشاعر، والأفكار وغيرها. ألم تفكّر يومًا في كل تلك الأشياء؟ ألم تشعر بالفضول تجاه غموضها؟ يمكننا فهم المشاعر والأحاسيس، في الوقت ذاته نعجز عن تفسيرها، أليس التفكير بكل ذلك مثيرًا للاهتمام؟
في الواقع، حين كنتُ أشارك الناس تساؤلاتي كانوا يسخرون مني، ويخبرونني بأن ما أفعله مجرد مضيعة للوقت، وبذلك تيقنتُ تمامًا بأن حياتهم أسهل من حياتي، المليئة بالتفكير المتواصل، وبدون أن أحصل على إجابة واحدة حتى. شخصٌ مثلي أنا، لم يكن يحب أن يختلط بالكثير من الأشخاص؛ لم يكن يفهم أي شخص كل الفلسفات التي أتوصل إليها نتيجة تفكيري المتواصل، والكل كان يصفني بالغريب منذ صغري، لكن ما العيب في كون المرءِ غريبًا؟ إنني لا أفهم! بل ما الذي يُحدد ما إن كان المرء غريبًا أم لا؟
ولأنني لم أكن أجد شخصًا يفهمني ويستطيع مجاراتي، صرت أقضي حياتي في مراقبة الأشخاص بصمت، بينما أسخر في داخلي من كل تلك التفاهات التي يهتم البشر لأمرها. لكنني لم أكن حتى مختلفًا أو مميزًا عن كلّ من نعتتهم بالتفاهةِ أو السخافة، فإنني وككل إنسان آخر رغبتُ في الحرية المطلقة، وككل إنسان أيضًا كانت لدي الرغبةُ في التملّك والامتلاك. وفي سن السابعة عشر من عمري توصلت لفلسفةٍ عميقة، وهي أن كل ما نمتلكه يقيدنا ويحدّ من حريتنا، كل شيء تقريبًا. فعلى سبيل المثال، حين يمتلك المرءُ منزلًا، فعليه أن يفرّغ جزءًا من وقته للاعتناء به، وعليه أيضًا ألّا يغيب عن منزله لوقتٍ طويل. وحين يصبح المرء أبًا، فسيضطر للتخلي عن أكثر من نصف حريته في سبيل تربية أبناءه ورعايتهم. وحين يملك المرء مالًا، أيًا كان عدده، فإنه يقع ضحية الطمع لتزداد رغباته بامتلاك أشياءً أكثر، لتقلّ حريته بالتالي.
وجلست أفكر في كل شيء امتلكته حتى تلك اللحظة، المنزل، المال، الأهل، الأصدقاء، كل شيء كان بين يديّ شعرتُ به يقيدني ويضيّق عليّ الخناق. مهما كانت ممتلكاتي، بشرًا كانت أم أشياءً، ثمينةً وقريبةً من قلبي، إلا أنني كرهتُ كونها عقبةً تحول بيني وبين حريتي المطلقة. وظللتُ حائرًا أفكّر لأيامٍ عديدة، ظانًّا بأنه يلزم عليّ التخلص من احدى الرغبتين: الرغبة في الحرية المطلقة، أو الرغبة في التملّك. فلم يكن من المنطقي بالنسبة لي الانقياد لرغبتين تتعارضان تعارضًا شديدًا كهذا، ولذلك لزم عليّ الاختيار، واخترت أن أسعى للحريةِ المطلقةِ في نهاية المطاف.
لم أعرف كيف أخوض نقاشًا كهذا مع والديّ، فأيّ أبويّن قد يتفهما رغبةً طائشةً وشاذةً لأبعد حدٍ كرغبتي تلك؟ بل أيّ ابنٍ قد يقرر فجأةً هجر عائلته التي لا يملك أسبابًا منطقيةً لهجرها؟ لم أكره والديّ قط، أو أحدًا من أفراد عائلتي، كل ما في الأمر أنني فقدت الرغبة بالتواصل مع كل البشر من حولي، لم أعد أرغب في الخوض في المحادثات القصيرة بعد الآن، ولم أعد أرغب أن أقابل أصدقائي مجددًا. في مرحلةٍ ما سئمت واكتفيت من حياتي، ولم أعد أرغب إلّا في أن أكون حرًا في فعل ما أريد، وقتما أريد، وأينما أريد. وعوضًا عن أفصح برغباتي الحقيقية في هجر عائلتي وأصدقائي، بل هجر حياتي كلها، فقد أخبرتُ والديّ بأنني أنوي (الاستقلال) لوحدي. لم يأخذاني بجديةٍ في بادئ الأمر، ولكن حالما لاحظا جديّتي رفضا رفضًا قاطعًا معللين بأنني لا زلتُ صغيرًا في العمرِ وغير مسؤول. حاولت إقناعهما ولكن دون جدوى، ثم يئستُ واستسلمت سريعًا.
كانت مراهقتي عاديةً ومملة، لا شيء فيها يستدعي الذكر. قضيتُ معظم وقتي برفقةِ عددٍ محدودٍ من الفتيةِ الذين كانوا يعتبرونني صديقًا لهم، وما زالوا يظننوني كذلك. ليس بإمكاني أن أصفهم بشيءٍ غير (أصدقائي) لكنني لستُ متيقنًا أيضًا إن كانت تلك الكلمةُ مناسبةً أم لا. إنني أحبهم، وهم أشخاصٌ جيدون، ونتناغم مع بعضنا البعض، لكن ما الذي يجعل شخصًا صديقًا للآخر؟ أتقاس صداقة الأشخاص بمعرفتهم الكثير عن بعضهم البعض؟ إن كان هذا هو المقياس، فلا أعتقدُ أن أصدقائي الذين أعرفهم من المدرسة أصدقاءً مقربين. وأحيانًا كنتُ أشعر بالانفصال الشديد عنهم، وكنت أتعمد أحيانًا أن أختلي بذاتي بعيدًا عنهم لوقتٍ قصير، وربما بدوتُ كشخصٍ وحيدٍ بينما أكون مع أصدقائي، ولكن لم أشعر بالوحدةِ في حياتي قط، فقد سكن عقلي الكثير من الأشخاص، يثرثرون طوال الوقت، ويتجادلون ويتناقضون، هذا ما يجعل حياتي عصيبةً ومتعبة للغاية، إذ أنَّ لا أحدَ منهم ينفكُّ عن الاختلاف والتعارض والتناقض، بحيثُ يصعبُ علي أن أتوصل إلى قرارٍ واحد، أو أن أحظى بفكرةٍ واحدة بإمكاني الإيمان بها، أو بمعتقدٍ واحد أستطيع اتباعه.
لطالما شعرتُ بأنني عدةُ أشخاصٍ في آنٍ واحد، منذُ طفولتي، وحتى سنواتُ مراهقتي الأخيرة، لم أتبين يومًا صورةً واضحةً وصريحةً وصادقةً لذاتي، فمن أكون؟ لم أستطع يومًا تبيّن إجابةً لهذا السؤال. مشاعري تجاه كل شيءٍ، تقريبًا، متناقضةٌ ومتضاربة، كلما أحببتُ شيئًا، يؤول بي المطاف لكرهه سريعًا جدًا، ثم أعاودُ محبته بسرعةٍ كذلك، وأحيانًا أحبُّ الشيءَ وأبغضهُ في نفس الوقت. لم أفهم نفسي قط، ولم أعرف ما الذي أرغبُ به قط، ولم أعرف من ذا الذي يجعلني أشعرُ بآلاف المشاعر المتناقضة، وأؤمن بكل تلك الأفكار المتناقضةِ في آنٍ واحد، ولكن، فجأةً، ولأول مرة، أصبح عندي رغبةٌ واضحة أقوى من كلِّ تناقضاتي، وهي أن أسعى لحريتي المطلقة التي لا يعيقها أيُّ شيء.
-
لا أعتقدُ بأن أي شيئًا من مراهقتي، أو حياتي المدرسية، كان يستدعي الذكر عدا أنه في آخر سنةٍ لي في المرحلةِ الثانوية أُعجبت بفتاةٍ للمرةِ الأولى في حياتي، كانت المرةُ الأولى لي التي تلفتُ فيها فتاةً انتباهي لهذه الدرجة، وربما اعتقدتُ بأنني أُحبّها لشدة اهتمامي بها ومراقبتها. لا أعرف لمَ، ولكنني لطالما أحببتُ مراقبةَ الأشخاص الانطوائيين في مدرستي، ربما كنتُ أحسدهم؛ لأنهم امتلكوا شيئًا رغبتُ به: وهو المقدرةُ على قضاءِ الوقتِ وحيدًا، دون أن يتشتتوا بالأشخاص من حولهم. لطالما شعرتُ بأنهم جديرون بالاحترام، على عكس الغالبية العظمى من الناس الذين قد يظنون بأنه من الغرابةِ أن يقضي المرء وقته لوحده، قد يظنّ الناس أنّ الانطوائيين مثيرون للشفقة، أو نحو ذلك، لكنّي لم أشعر بذلك قط، أبدًا، بل إنهم بالنسبةِ لي أقوياءٌ لدرجةِ أنهم لم يمانعوا البقاء لوحدهم، ومواجهةَ أفكارهم ومشاعرهم، دون خوفٍ أو قلقٍ من أن يكتشفوا ذواتهم الحقيقية.
على أيّ حال، كانت آنجلينا، الفتاة التي أحببت، أحد الأشخاص الانطوائيين الذين كنتُ أقضي وقتي في مراقبتهم، ولم تكن في بادئ الأمر مميزةً عن أي شخصٍ انطوائيٍ كنتُ أراقبه، ولكن مع الوقت بدأت مشاعري تجاهها تتطوّر تدريجيًا، إلى أن فسرتُ بأن مشاعري لها كانت عبارةٍ عن حبٍّ لها. لقد كانت فتاةً جميلةً وذكيةً للغاية، لطالما كانت الأولى على الصفّ، والأجمل من وجهة نظري، ولكن لم يهتم أحدٌ بوجودها قط، بل كان من الغريبِ بالنسبةِ لي، أن فتاةً مميزةً واستثنائيةً نفسها لم تحظَ بشعبيةٍ كبيرة، من الشبّان أعني، ولكنني فعلًا أحببتُ كل شيءٍ بشأن آنجلينا، ابتداءً من مظهرها الخارجي، انتهاءً بعاداتها وهواياتها التي أحببتها للغاية.
كانت آنجلينا فتاةً طويلةً، بيضاء البشرةِ بشعرٍ أشقرَ قصيرٍ لا يتجاوز كتفيها، ولطالما كانت تعابير وجهها جامدةً وباردة، وقليلًا، بل، ونادرًا ما كانت آنجلينا تتحدث، أو تتفاعلُ مع أيّ أحدٍ إلا عند الضرورة. كانت تقضي معظم وقتها بالدراسةِ، أو بالقراءةِ، أو بالاستماعِ للموسيقى، ولم أكن قارئًا بدوري، ولكنني تمنيتُ لو كنتُ مهووسًا بالقراءةِ نفسها ﻷستطيع فتح حديثٍ معها، وتمنيتُ أيضًا أن أعرف ذوقها في الموسيقى كيّ أدّعي أنني أحبّه أيضًا كيّ أثير اعجابها في المقابل، ولكن كان من الصعب فعلُ أيٍّ من ذاك، ولكنني رغبتُ بشدةِ أن أحظى بمحادثةٍ معها. أذكر أنه في أحدِ الأيام في وقت استراحةِ الغداء تركتُ أصدقائي فجأةً بينما كنّا متوجهين لنأكل سويًا، وتوجهتُ لآنجلينا الجالسةِ بمفردها على احدى الطاولات. وقفتُ أمامها وسألتها ببلاهة:
"معذرةً، أتسمحين لي بالجلوسِ معكِ؟"
نزعت السماعات من أذنيها لتردّ عليّ:
"ماذا؟ لم أكن أسمعك."
استوعبتُ حينها حماقتي الشديدة، وشعرت بنبضات قلبي تتسارع بينما ازدادت حرارة جسدي تدريجيًا.
"سألتكِ إن كنتُ أستطيع الجلوس هنا."
نظرت فيّ باستغراب، قبل أن تجيب:
"امم، كما تريد.."
جلستُ قبالها وأنا أشعر بالحرجِ الشديد، أخذتُ أعبث بطبقي، وأسترق بضع نظراتٍ على آنجلينا اللامبالية بوجودي. استمر الوضع الغريب لبضع دقائقٍ قبل أن أسأل:
"أنتِ تعرفينني، أليس كذلك؟"
"أجل... جاكسون؟ آليس كذلك؟"
"لا، أنا جيسون" شعرتُ بالإهانة.
"آها، يُشبه جاكسون"
"أجل..."
صمتنا لبضع دقائق أخرى، بينما ازداد الوضع ارتباكًا، وأخذتُ أتصبب عرقًا آملًا ألّا تلحظ آنجلينا توتري الشديد، ولم تكن تنظر إليّ البتة، بل كانت تأكل في هدوء.
"أتحبين الأفلام؟" قلتُ في محاولةٍ بائسة لكسر الصمت بيننا.
"لا أعرف."
قالت جملتها تلك لترغمني على الصمت، وصمتنا مجددًا بالفعل، وبعد بضع دقائق انتهت آنجلينا من تناول طعامها، ثم حملت أطباقها وغادرت. سخر أصدقائي مني كثيرًا، لعدةِ أسابيع، ولم أجرؤ على أن أتقرب من آنجلينا من بعد ذلك مجددًا. ولكن لم أتوقف عن الإعجاب بآنجلينا، إذ أصبحتُ أحبها، وكان يزيد حبي لها شيئًا فشيئًا. الغريبُ أنني رغبتُ في قتلها، أعرف تمام اليقين أن الرغبةَ في قتل شخصٍ ما نابعةٌ من الغضبِ الشديد أو الكره الشديد، ولكن لم تكن رغبتي بقتل آنجلينا بسبب أنني أكرهها أو أنها تثير الحنق فيّ؛ بل إنني أريد أن أقتلها لأنني أحبها للغاية، وكل ما ازداد حبي لها، ازدادت رغبتي في قتلها. كانت تلك المرةُ الأولى في حياتي التي أرغبُ فيها بقتلِ شخصٍ ما، بل إنني لم أعهد نفسي عنيفًا ودمويًا أبدًا. لا أعرف حقيقةً لماذا، ولكن أعتقد أن لغة حبِّي هي القتل، يقال أن هنالك خمسُ لغاتٍ للحب، ولكن قد يكون للحبِّ ستُّ لغات، القتلُ أحدُها. لم أستطع أن أفهم رغبتي الغريبةِ تلك أو دوافعها، ولكن ما انفكّ عقلي المريضُ يتخيّلُ ألف طريقةٍ لقتلِ آنجلينا.. قطعًا، شنقًا، دهسًا، سَحقًا... لا أعرفُ لمَ، ولا أعرف لمَ هي وحدها التي أرغب برؤيتها مقتولة.
-
حضرت يومًا احدى حفلات الروك لفرقةٍ محليةٍ وغير معروفة للغاية، في مسرحٍ يقيم به الهواةُ حفلاتهم عادةً. أخبرنا أحدُ أصدقاءنا عن فرقةِ روك يُشاع بأنها مثيرةٌ للإعجاب فقررنا حضور حفلةٍ لهم. العجيبُ بالموضوع أن آنجلينا كانت أحد أعضاء الفرقة، كانت عازفةَ قيتارٍ كهربائي مع عازفٍ آخر للقيتار، وعازف طبول وعازفةِ بيس ومغنٍ رئيسي، وكانت أيضًا تغني بين الحين والآخر، كمغنيةٍ داعمة. دُهشنا جميعنا؛ إذ كانت مختلفةً جدًا عن آنجلينا التي نعرفها، حيويةً وجريئةً جدًا ورائعة، حتى ملابسها كانت كملابسِ نجوم الروك الحقيقيين، على عكس ما كانت ترتديه في المدرسة. سعدتُ وقتها كثيرًا، لأنني بتُّ أعرفُ نوع الموسيقى التي تحبّها، وصرتُ أعرفها أكثر.
أصبحَ أصدقائي ينادونها حتى عرفت بشأنِ وجودنا، ووجودي، وشعرتُ بالحرجِ الشديد منهم وحاولتُ أن أُسكتهم لكن دون جدوى. لا أعرف، ولكنها بدت منزعجةً جدًا منّا. في اليوم التالي جاءت لي آنجلينا بينما كنتُ مع أصدقائي، ثم قالت:
"هل لي أن نتحدث معك قليلًا يا جاكسون؟"
"أجل، ولكن اسمي هو جيسون، ليس جاكسون"
قالت وهي ترمقني بنظرةٍ باردة:
"أيًا كان اسمك!"
ذهبنا لفناء المدرسة، وكنتُ متوترًا جدًا، لأن آنجلينا بدت غاضبةً للغاية، وكنتُ أعرف أنها تود أن تكلمني بشأن حفل البارحة.
"حضرت أنت وأصدقائك حفلنا البارحة، أليس كذلك؟"
"أجل، ولقد كنتِ رائعة."
قالت متجاهلةً اطرائي المتواضع:
"أيمكنكم أن لا تخبروا أحدًا بشأن الفرقة؟ لا أريد لأحدٍ من طلاب المدرسةِ أن يعرف"
"لماذا؟"
قالت في غضب:
"ليس من شأنك! لا تخبر أحدًا فحسب! مفهوم؟"
شعرتُ بالغضب الشديد، من كونها تتصرف بوقاحةٍ معي.
"لماذا تتصرفين معي بهذا الشكل؟" قلتُ بنبرةِ صوتٍ مرتفعة.
"لا أعرف، ربما لأنك مزعج!"
"متى أزعجتكِ؟"
لم ترد على سؤالي.
"ولم يعرف أحدٌ منّا بأنك ستكونين في الحفلةِ البارحة إن كنتِ تصفينني بالمزعجِ لهذا السبب."
كنتُ أنتظر ردّها، بيما انتظرتني لأضيف شيئًا لكلامي، وحين لم أضف شيئًا همّت بالذهاب ثم ناديتُ عليها:
"آنجلينا.. انتظري"
التفتت:
"ماذا تريد؟!"
صمتت لبرهة، ثم قلتُ مستجمعًا كل ذرةِ شجاعةٍ امتلكتها:
"إنني أحبك!"
لا أعرف لمَ بالضبط اعترفتُ بمشاعري لآنجلينا، لم أنوي فعل ذلك ولكن ربما سئمتُ كوني مهمشًا، ومن كونها لا تأبه بي كما آبه بها، أو كونها لا تحبني كما أحبها.
"أعرف... ولكنني أحبٌ شخصًا آخر"
"ولكن أيحبك؟!"
"أجل! أجل! نحب بعضنا البعض كثيرًا لذلك توقف عن إزعاجي رجاءً أنت وأصدقاؤك!"
ثم غادرت، قبل أن أستطيع أن أتفوه بكلمةٍ أخرى، لم يكن هنالك ما يقال أصلًا. أعترف بأنني انجرحتُ كثيرًا، بل وكرهت آنجلينا حتى. ومع الوقت فقدتُ اهتمامي كلّه بها، فلم يسمح لي كبريائي أن أحب آنجلينا بعد ذلك، أو أن أفكر فيها حتى. وكانت تلك نهاية قصة حبّي السخيفة جدًا، ولكنني شعرتُ بالراحة الشديدة، كون أن جميع أفكاري الدموية اختفت وكأنها لم تكن موجودةً أصلًا حين توقفتُ عن حبِّها.
مسكين جيسون من كثر ما تشوفه شيء حتى أسمه مو حافظته يعوضك الله يعوضك الله
ردحذفالفقرة السابعة، مُبهرة✨️
ردحذف🤍
حذفالله يحرمنا من حب جيسون
ردحذف