الفصل الرابع

 


 

استيقظتُ عند ما يقارب الساعة الرابعة مساءً بسبب صوت المطر في الخارج، نظرتُ لنافذتي التي لا تغطيها الستائر لأرى المطر يهطل بغزارة. لم أذهب إلى الجامعة هذا الصباح، طلب مني الطبيب أن أرتاح لبضعة أيام، وأن لا أجهد يديّ بالعمل الشاق، ولكنني لا أرغب بأخذ إجازةٍ من العمل؛ لأنني لن أتمكن من الحصول على إجازةٍ مدفوعة، ولا أريد أن أستلم راتبًا ناقصًا نهاية الشهر، والبارحة صرفتُ أموالًا طائلةً على سيارة الأجرة ذهابًا وعودةً للمستشفى، وعلى العلاج. لن أتمكن من العيش حتى نهاية الشهر من دون عمل، ولكن في كل الأحوال لا أستطيع العمل حتى لو أرغمت نفسي على ذلك، لا أستطيع إجهاد يديّ هذه الفترة. قمت متوجهًا للمطبخ، سخنت بعض المياه لإعداد الشاي، فتحت الدرج لأخذ كوبٍ ولكن الدرج كان خالٍ من كل شيء. تذكرتُ بأنني قد حطمت جميع الأواني التي كنتُ أمتلكها البارحة، والتي لم تكن كثيرةً أصلًا. فتحت هاتفي وتفقدت حسابي البنكي لأرى كم أملك من المال، لم يكن كثيرًا ولكنني في حاجةٍ لشراء كوبٍ واحدٍ على الأقل، لا أحتاج أكثر من ذلك.

ارتديتُ ملابسًا دافئة، حملت مظلتي وخرجتُ من المنزل لشراء كوب، هاجمتني لفحات الهواء الباردة حالما خرجتُ من البناية التي أسكنها. كان من الصعب قليلًا أن أشق طريقي إلى المتجر مشيًا على الأقدام؛ لأن الرياح كانت عاصفةً وباردة، والشوارع مبللةً للغاية، ولكن كانت رائحة المطر جميلة، وتمنيتُ أن أموت في يومٍ جميلٍ كهذا، أن أقذف برأسي تحت احدى السيارات العابرة على يميني، وأن يتهشم وتتناثر الدماء في كل مكان ثم يغسل المطر دمائي سريعًا من على الشارع. كنتُ مكتئبًا قليلًا وأشعر بحملٍ ثقيلٍ على صدري، لمَ سببت لنفسي كل هذه المتاعب بكل غباء؟ إنني غبيٌ جدًا. شعرتُ بوخزٍ في يدي اليمنى، نظرتُ لها وكانت بقعةٌ من الدماء تغطي الضمادة البيضاء تدريجيًا، لا زالت يداي تنزفان قليلًا حتى بعد مرور أكثر من اثنتا عشر ساعة على الحادثة، لن أستطيع العمل في المقهى بمنظر يديّ هكذا أبدًا حتى لو رغبتُ بذلك. إن كنتُ لن أعمل فذلك يعني أنني يجب أن أقلل من استخدامي للكهرباء والماء قدر الإمكان، وأن أكتفي بوجبةٍ واحدة كل يوم أو يومين، إن عشتُ بزهدٍ شديدٍ للغاية فسأتمكن من النجاة لآخر الشهر.

وصلتُ للمتجر واشتريتُ أرخص كوبٍ وجدته، خرجتُ بعدها مباشرةً لمقر عملي لطلب إجازة، وحصلتُ بالفعل على إجازةٍ لمدة أسبوع، غير مدفوعة، وعدتُ سريعًا للمنزل. أعدت تسخين المياه وحضرت الشاي، كنتُ أتضور جوعًا، مضى أكثر من أربع وعشرين ساعة منذ آخر مرة أكلتُ شيئًا، ولكنني قررتُ أن أنتظر حتى المساء وآكل كي لا أجوع في الصباح الباكر غدًا وأضطر لأكل وجبتين، واحدة في الصباح وواحدة في المساء. في الأوضاع العادية حين أكون جائعًا ومفلسًا فإنني غالبًا ما أتناول الطعام عند عائلتي، ولكنني لا أستطيع في حالتي هذه، لا أريدهم أن يروا يديّ بهذا المنظر ولن أكون قادرًا على شرح سبب إقدامي على هذا الفعل أصلًا، لذلك يجب أن أتحمل حتى نهاية الشهر. طُرِق الباب فجأة، لكنني لم أجب لأنه غالبًا ما يطرق الناس باب شقتي بشكلٍ عشوائي عن طريق الخطأ، ولكنه طُرِق مجددًا، وهذه المرة نادى الطارق:

"جيسون، افتح لنا."

كان أخي الأكبر كيفن، ولكنني لم أجب لأنني لم أرغب أن يراني مصابًا، طُرِق الباب للمرة الثالثة وهذه المرة نادى أخي الأصغر آليكس:

"جيسون، لقد أتينا ومعنا بعض الهدايا." ثم طرقوا الباب مجددًا.

لزمت الصمت، وحينها سمعت آليكس قائلًا لكيفن:

"لمَ لا يجيبنا؟ أتراه خارج المنزل؟"

"ربما، لا أعرف، إنه يعمل ولكن أتراه وقت عمله الآن؟"

"لا أعرف، لم يخبرني مسبقًا."

كان بالفعل وقت عملي، شعرتُ بالراحة وتمنيتُ لو يصدقا بأنني أعمل الآن ويعودا للمنزل. لكن فجأةً اتصل بي كيفن، ركضتُ لهاتفي الذي كان في المطبخ لأغلق الخط قبل أن يسمعا رنين الهاتف.

"أسمعت؟ لقد رن هاتفه." قال آليكس.

أجابه كيفن:

"إنه بالداخل ويتحاشانا! لقد أغلق الخط في وجهي!"

حينها طرق كيفن الباب بقوة:

"جيسون! نعلم أنك بالداخل، لمَ لا تفتح لنا الباب؟"

"ربما يخفي شيئًا."

"مثل ماذا؟"

"لا أعرف."

ثم ضحكا، لم أكن في مزاجٍ لمزاحهما وتآمرهما ضدي أبدًا.

سأل كيفن:

"لا، بجدية، ما الذي يخفي مثلًا؟"

أجابه آليكس:

"لا أعرف، ما الذي تعتقد أنه يخفي؟"

حينها أجبتهما أخيرًا:

"اذهبا! لن أفتح لكما."

"إذًا كنتَ بالداخل؟ افتح لنا حالًا."

"ما الذي تريدانه؟ لستُ في مزاجٍ لكما."

قال كيفن:

"ومن قال أننا ننتظر مزاجك؟ افتح حالًا!" 

"اذهبا فحسب."

قال آليكس:

"لقد أرسلتنا أمي لنحضر لك بعض الأغراض."

"اتركا الأغراض عند الباب وارحلا."

قال كيفن بغضب:

"أتمازحني؟ إلى متى ستجعلنا ننتظر في الخارج؟"

لم أجبه، وحينها بدأ يطرق الباب بقوة وهو يطلب مني أن أفتحه. كان صاخبًا للغاية وخشيت أن يشتكي الجيران من الصخب ففتحتُ الباب على مضض. ودخل كيفن مسرعًا حالما فتحت الباب ثم دفعني وسقطت، ثم انحنى لمستواي ودفع كتفيّ بكلتا يديه حتى استويت على الأرض، حصل كل ذلك في ظرف ثوانٍ، ثم جلس على بطني، حركته الحقيرة هذه لطالما كان يمارسها عليّ مذ كنا أطفالًا. سألني بنبرةٍ مهدِّدَة:

"ما مشكلتك؟"

أتى صوتُ آليكس من خلف كيفن:

"كيفن، كف عن التصرف ببلطجية."

"ابتعد عني!"

"أظن بأنك صدقت بأنك أميرة وصرت تتصرف كالأميرات الآن فعلًا!"

ثم أخذ يضغط بقوةٍ شديدة على رأسي بمفاصل أصابع يده. صرختُ غاضبًا:

"اللعنة عليك يا كيفن، قم عني." ثم دفعت يده بيدي.

حينها لاحظ أخواي الضمادات التي تلف يديّ. سأل آليكس:

"جيسون، ما خطب يديك؟"

"لا شيء، ابتعد عني أنت!" حاولت دفع كيفن ولكنه رجلٌ ضخم، مفتول العضلات، ويداي لم تكونا قويتان بما فيه الكفاية لدفعه بعيدًا عني. أمسك آليكس بكيفن وحاول رفعه عني قائلًا:

"يكفي يا كيفن، كف عن التصرف بسخافة، إنه مصاب."

"حسنًا سأقوم عنك، ولكن ما خطب يديك؟"

"ليس من شأنكما، ورجاءً عودا للمنزل فورًا!"

أجابني كيفن:

"ألا يكفي أنك جعلتنا ننتظر طويلًا والآن تطردنا؟ كم أنت وقح!"

ثم أخذ يضغط على رأسي مجددًا، وحينها لم أتمكن من التحكم بغضبي أكثر، وعضضتُ كتف كيفن، ثم صرخ متألمًا ولكنني لم أفلته، بل زدت من قوة عضي، وكان يصرخُ بصوتٍ أعلى بينما كان آليكس يحاول أن يفرقنا. وأخذ كيفن يضربني ويشتمني لأتوقف عن عضه ولكنني لم أفعل، بل كنتُ أزيد من قوة عضي شيئًا فشيئًا. كنتُ غاضبًا وحانقًا، ولم يكن سلوكي متعمدًا للغاية، ولكنني كنتُ أتصرف حسبما كنتُ أشعر، ثم أفلتته في نهاية المطاف وقام من فوقي وهو يصرخ متألمًا. وقفتُ من على الأرض ثم دفعني آليكس غاضبًا، لكن لم تكن دفعته قويةً أو مؤلمة، ثم صرخ فيّ:

"ما خطبك اليوم؟"

صرخت:

"هو من بدأ أولًا!"

تقدّم كيفن وسحبني من قميصي وهو يشتمني، قلتُ سريعًا:

"أنا آسف يا كيفن."

"آسف؟!"

"أجل، أعتذر بصدق، ولكنك استفززتني وآذيتني!"

قال آليكس وهو يحاول أن يفرقنا عن بعضنا البعض:

"توقف يا كيفن إنه مصاب!"

ثم أفلتني كيفن، وذهبتُ لأجلس على الأريكة، وبقي كيفن واقفا بينما كان آليكس يدخل بعض الأكياس التي كانت مرميةً على عتبة باب شقتي ثم أغلق الباب وراءه.

"أنا آسف يا كيفن، ولكنك فعلًا آلمتني للغاية منذ قليل."

صاح كيفن:

"ولكنك بالغت وآلمتني أكثر!"

"أنت من بدأ بالتصرف بشكلٍ همجي! ولكنني آسفٌ فعلًا على إيذائك، وآسفٌ لأنني جعلتكما تنتظران طويلًا في الخارج، ولكنني لم أرغب بأن تريا إصابتي."

"اخرس!" كشف كيفن عن كتفه وسأل آليكس: "كيف تبدو كتفي يا آليكس؟"

"سيئة للغاية!"

"أنا آسف يا كيفن."

"اخرس فحسب، لا أريد أن أسمع صوتك."

سألني آليكس:

"على أي حال، ما الذي حدث معك؟"

"حادثة بسيطة."

"لكن كيف؟ لمَ يداك مضمدتان بالكامل هكذا؟"

نظرتُ للأكياس التي أحضراها، سألت محاولًا تغيير الموضوع:

"ما كل هذا؟"

قال آليكس:

"لا تغير الموضوع."

"ماذا؟" سألتُ متظاهرًا بالغباء.

"كيف أُصبت هكذا؟"

"حادثة."

"ألن تخبرنا؟"

"كسرت بعض الأطباق وتأذيت."

"ليس من المعقول أن تتأذى لهذه الدرجة."

"لكنك لم تجبني، ما كل هذه الأكياس؟"

أجاب آليكس:

"ملابس، اشترت أمي بعض الملابس الجديدة لك، وطعام."

وقفتُ سريعًا وقلت بلهفة:

"طعام!"

توجهتُ للأكياس أفتش عن الطعام. أجابني آليكس:

"أجل، لقد طبخت أمي الكثيرعلى الغداء اليوم لترسل لك بعضًا منه ولكننا تأخرنا."

"كدتُ أموت من شدة الجوع!"

قال آليكس:

"أخبرنا أولًا قبل أن تأكل، ما الذي حصل؟"

نظرتُ إليه وأجبت:

"لقد أخبرتكما."

"من الواضح أنك تكذب."

ضحكت:

"حسنًا، لا تصدقني، ولكنني جائعٌ الآن وأريد أن آكل بلا إزعاج لو سمحت."

تقدم كيفن لي وأمسك بكلتا يديّ يتفحصهما، قال:

"متى أُصبت؟"

"البارحة."

"واضح، بقع الدماء حديثة."

"أجل." قلتُ وأفلتت يديّ من قبضتيه، أكملت: "دعني آكل الآن، يجب أن أذهب للمستشفى كي يعقموا الجروح اليوم."

"حسنًا، ولكنني سأصحبك، لقد أتينا بسيارتي."

"اجلسا، لمَ لا تزالان واقفان عند المدخل؟"

قال آليكس:

"ربما لأنك لم تنفك عن طردنا؟"

ضحكت:

"أنا آسف، تفضلا بالجلوس، أنا سآكل."

أخذت أطباق الطعام للمطبخ وأخذتُ ملعقة وهممت بالأكل واقفًا. دخل كيفن للمطبخ وأخذ يفتش في الأدراج، سألته:

"ماذا تريد؟"

"أريد كأسًا لأشرب الماء."

أشرتُ على الكوب الجديد الذي اشتريته اليوم، والذي كان على طاولة القهوة في غرفة الجلوس:

"اغسل ذلك الكوب واشرب منه."

"ألا تملك غيره؟"

"لا."

أخذ يفتش في بقية الأدراج، ثم سأل بتعجب:

"لمَ لا تملك أي أواني؟"

"عندي! ذلك الكوب."

"وبماذا تأكل؟"

"بالقدر الصغير حين أطبخ، وعلى أي حال فإنني أتناول الخبز فقط دائمَا."

"ماذا لو زارك أحدٌ ما، أو نحن؟"

"ولكنكم لا تزورونني."

"وأصدقاؤك؟"

"لا يزورونني."

"إنك تثير غضبي!"

"لماذا؟"

"لماذا تعيش بهذا الشكل؟" خرج من المطبخ المطل على غرفة الجلوس، وأخذ يتأمل غرفة الجلوس ثم سألني:

"ألا تملك المال لشراء ستائر وسجاد؟"

"نعم، لا أملك المال."

"وأواني؟"

"مؤقتًا فحسب، لكنني سأشتري حين أقبض راتبي."

أخرج محفظته من جيبه، وأخرج منها بعض المال وناولني اياه، سألته:

"ما هذا؟"

"خذ هذه النقود واشتر ما ينقصك."

دفعت يده بعيدًا:

"لا، لا أستطيع تحمل الديون هذه الفترة، أخذتُ إجازةً غير مدفوعة بسبب إصابتي وسأقبض راتبًا ناقصًا لذلك لن أستطيع أن أسدد لك."

صرخ بغضب:

"من قال لك سدد لي؟ إنها هدية." أمسك بيدي ووضع النقود فيها. ثم قال لآليكس:

"آليكس ابقى هنا، سأعود سريعًا."

ثم خرج من الشقة، سألت آليكس الجالس على الأريكة:

"ما خطبه؟"

"ما خطبك أنت؟"

"ما خطبي أنا؟"

"لا أعرف، أنا الذي أسأل."

قام آليكس من مقعده ودخل للمطبخ، ثم قال وهو يبتسم:

"بصراحة، تبدو مثيرًا للشفقة."

ضحكت، ثم قلت:

"أعرف، لكن هذا هو الطبيعي. إنني أعمل بدوامٍ جزئي وليس كامل، لذلك الراتب بالكاد يكفي لتسديد إيجار الشقة، ثم إنني لا أحتاج لستائر وسجاد وما إلى ذلك، لم أفكر بذلك مطلقًا بصراحة. كيفن مدللٌ للغاية، من يحتاج لأمورٍ كهذه؟"

ضحك آليكس:

"أجل إنه مدلل، لم أفكر بالموضوع أنا كذلك. ولكنه طيبٌ للغاية، وأنت غلطت في حقه قبل قليل."

"حين عضضته؟"

"أجل."

"لقد اعتذرت."

"أعرف، ولكن ليس من عادتك أن تكون هجوميًا."

"لم أكن هجوميًا، كنت دفاعيًا."

ضحك آليكس:

"حسنًا، معك حق، ولكن لمَ لا تريد أن تخبرنا كيف أُصبت؟"

"أخبرتكم."

"كنت تجيد الكذب بشكلٍ أفضل حين كنت تسكن معنا، هل السكن لوحدك يجعلك غبيًا؟"

"أقسم لك بأنني لم أكذب."

"إن كنتَ لا تريد إخبارنا فحسنًا، سأحاول أن أتغاضى عن الموضوع، ولكن هذه المرة فحسب."

"لا تخبرا والديّ بما رأيتماه يا آليكس، حسنًا؟"

"هذه المرة فحسب."

"أتتوقع أن تراني مصابًا مرةً أخرى؟" قلتُ ثم ضحكت.

"لا أعرف، أصبحتَ غير متوقعًا. تختفي لأشهر بدون سبب، ثم تأتي فجأةً بعد انقطاعٍ طويل، نجدك مصابًا بشكل مثيرٍ للريبة، وتتصرف بغضبٍ مبالغٍ فيه، إنك غريب."

"غريب؟" سألتُ آليكس وأنا أنظر في عينيه، لم يعبأ بالإجابة علي وخرج من المطبخ ليتفقد باقي الشقة. تذكرتُ آني حينها، حين كانت تتحدث عن الأشخاص الغرباء وما إلى ذلك، وشعرتُ بالضيق إذ كنتُ نادمًا لأنني غضبتُ عليها. ربما آليكس محق، ربما أصبحتُ أتصرف بغضبٍ مبالغٍ فيه. أنهى آليكس جولته السريعة ثم قال ضاحكًا:

"شقتك صغيرةٌ للغاية!"

"أجل."

"إنها لطيفة، وبصراحة إنني مستغرب لأنها نظيفة."

"بالعادة تبدو كارثية ومقززة، ولكنني نظفتها هذا الصباح."

جلس آليكس على الأريكة، انتهيتُ من الأكل ثم أدخلت باقي الطعام للثلاجة وذهبتُ لأجلس بجانبه. سألته:

"إلى أين ذهب كيفن؟"

"لا أعرف."

بعد عدّة دقائق طرق كيفن الباب، فتح له آليكس ودخل كيفن يحمل أكياسًا. قال وهو ينظر لي:

"لقد اشتريت بعض الصحون والأكواب، وبعض الطعام."

تقدمتُ له، أخذت الأكياس من يديه أتفحص ما بداخلها، سألته:

"لمَ كل هذا؟"

"إنها هديتي لك بمناسبة تخرجك من الثانوية، والتحاقك بالجامعة، وانتقالك."

ضحكنا أنا وآليكس، وسألت كيفن:

"هل أنت جاد؟"

"أجل! لم أعطيك أي شيء لأنني لم أتصور أنك احتجت شيئًا حينها، والآن أنت بحاجةٍ لهذه الأشياء بالإضافة للمال لذلك خذها."

"ولكنه مبلغٌ كبير يا كيفن."

"لا بأس، كف عن القلق بشأن المال، وادعُ أصدقائك لمنزلك واخرج برفقتهم واستمتع بوقتك. وتناول طعامًا حقيقيًا عوضًا عن الخبز فحسب! لا تعش بهذه الطريقة، وإن احتجت المال في المستقبل بإمكانك طلب مساعدتي. هل أنهيت طعامك؟ لنذهب للمستشفى الآن."










تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الفصل الثالث

الفصل الأول