المشاركات

الفصل الرابع

    استيقظتُ عند ما يقارب الساعة الرابعة مساءً بسبب صوت المطر في الخارج، نظرتُ لنافذتي التي لا تغطيها الستائر لأرى المطر يهطل بغزارة. لم أذهب إلى الجامعة هذا الصباح، طلب مني الطبيب أن أرتاح لبضعة أيام، وأن لا أجهد يديّ بالعمل الشاق، ولكنني لا أرغب بأخذ إجازةٍ من العمل؛ لأنني لن أتمكن من الحصول على إجازةٍ مدفوعة، ولا أريد أن أستلم راتبًا ناقصًا نهاية الشهر، والبارحة صرفتُ أموالًا طائلةً على سيارة الأجرة ذهابًا وعودةً للمستشفى، وعلى العلاج. لن أتمكن من العيش حتى نهاية الشهر من دون عمل، ولكن في كل الأحوال لا أستطيع العمل حتى لو أرغمت نفسي على ذلك، لا أستطيع إجهاد يديّ هذه الفترة. قمت متوجهًا للمطبخ، سخنت بعض المياه لإعداد الشاي، فتحت الدرج لأخذ كوبٍ ولكن الدرج كان خالٍ من كل شيء. تذكرتُ بأنني قد حطمت جميع الأواني التي كنتُ أمتلكها البارحة، والتي لم تكن كثيرةً أصلًا. فتحت هاتفي وتفقدت حسابي البنكي لأرى كم أملك من المال، لم يكن كثيرًا ولكنني في حاجةٍ لشراء كوبٍ واحدٍ على الأقل، لا أحتاج أكثر من ذلك. ارتديتُ ملابسًا دافئة، حملت مظلتي وخرجتُ من المنزل لشراء كوب، هاجمتني لفحات الهواء ...

الفصل الثالث

  كنتُ نادمًا على إعطائي آني رقمي، وعلى أنني قبلتُ دعوتها، أو أنني لفتت انتباهها منذ البداية، فبعد محادثتي لها البارحة أيقنتُ أنها ليست إنسانةً عادية. وشعرتُ بأنه لا يجب عليّ الاحتكاك بها مجددًا. كنتُ مصدومًا من نفسي للغاية، كيف أخبرتها وبكل بساطة عن شيءٍ أخفيته لسنين طويلة عن الآخرين؟ لا أعرف حقيقةً لمَ كنتُ شديد الانفتاح معها، وحتى مع أنني لا أريد مقابلتها ثانيةً، إلا أنني لا أكف عن التفكير بها، أشعر أنها تجذبني لها، وأنني أريد أن أقضي اليوم بطوله أتحدث معها. وبدون أن أشعر وجدتُ قدماي قد قادتاني نحو الحديقةِ حيث توجد آني عادةً. وحين وصلتُ نحو الكرسيين الذان نجلس عليهما أنا وآني، وجدتها جالسةً هناك، وحالما رأتني هتفت وهي تلوح:  "أهلًا يا جيسون!" ثم وقفت.  "مرحبًا، كيف حالكِ؟"  "أنا بخير."  "لم تحضري الكتاب معكِ اليوم." قلتُ بعد أن لاحظت غيابه.  "أجل، لقد قرأته مراتٍ كثيرة وأظن بأنه حان الوقت للتوقف عن قراءته، وأنت ألم تحضر كتابك؟"  "أجل." "لمَ؟" "لم أخطط للقراءةِ اليوم، قررتُ فقط بأن أقضي بعض الوقت هنا قبل أن أ...